مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

القران كلماته

معني الكلمات في كل سور القران العظيم يراعي ان هناك عدم تنبه للفرق بين سبق تنزيل سورة البقرة 2هـ وتراخي تنزيل سورة الطلاق 5هـ مما نشأ عنه خلافات كبيرة ليس لها مخرج الا تحكيم احكام سورة الطلاق بعد العدة{اي الطلاق للعدة}**معاني كلمات القران الكريم في كل سورة



فهرس معاني الكلمات001 الفاتحة ►002 البقرة ►003 آل عمران ►004 النساء ►005 المائدة ►006 الأنعام ►007 الأعراف ►008 الأنفال ►009 التوبة ►010 يونس ►011 هود ►012 يوسف ►013 الرعد ►014 إبراهيم ►015 الحجر ►016 النحل ►017 الإسراء ►018 الكهف ►019 مريم ►020 طه ►021 الأنبياء ►022 الحج ►023 المؤمنون ►024 النور ►025 الفرقان ►026 الشعراء ►027 النمل ►028 القصص ►029 العنكبوت ►030 الروم ►031 لقمان ►032 السجدة ►033 الأحزاب ►034 سبأ ►035 فاطر ►036 يس ►037 الصافات ►038 ص ►039 الزمر ►040 غافر ►041 فصلت ►042 الشورى ►043 الزخرف ►044 الدخان ►045 الجاثية ►046 الأحقاف ►047 محمد ►048 الفتح ►049 الحجرات ►050 ق ►051 الذاريات ►052 الطور ►053 النجم ►054 القمر ►055 الرحمن ►056 الواقعة ►057 الحديد ►058 المجادلة ►059 الحشر ►060 الممتحنة ►061 الصف ►062 الجمعة ►063 المنافقون ►064 التغابن ►065 الطلاق ►066 التحريم ►067 الملك ►068 القلم ►069 الحاقة ►070 المعارج ►071 نوح ►072 الجن ►073 المزمل ►074 المدثر ►075 القيامة ►076 الإنسان ►077 المرسلات ►078 النبأ ►079 النازعات ►080 عبس ►081 التكوير ►082 الإنفطار ►083 المطففين ►084 الانشقاق ►085 البروج ►086 الطارق ►087 الأعلى ►088 الغاشية ►089 الفجر ►090 البلد ►091 الشمس ►092 الليل ►093 الضحى ►094 الشرح ►095 التين ►096 العلق ►097 القدر ►098 البينة ►099 الزلزلة ►100 العاديات ►101 القارعة ►102 التكاثر ►103 العصر ►104 الهمزة ►105 الفيل ►106 قريش ►107 الماعون ►108 الكوثر ►109 الكافرون ►110 النصر ►111 المسد ►112 الإخلاص ►113 الفلق ►114 الناس ►

السبت، 29 يناير 2022

ج4. رياض الصالحين للنووي الاخر



1626 - وعن أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: كنت عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <احتجبا منه> فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟!> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.
1627 - وعن أبي سعيد رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 291 - باب تحريم الخلوة بالأجنبية
@قال اللَّه تعالى (الأحزاب 53): {وإذا سألتموهن فاسألوهن من وراء حجاب}.
1628 - وعن عقبة بن عامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إياكم والدخول على النساء!> فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: <الحمو الموت!> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<الحمو> : قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه.
1629 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1630 - وعن بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، ما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى> ثم التفت إلينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: <ما ظنكم؟> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 292 - باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذلك
1631 - عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: لعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء.
وفي رواية: لعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
1632 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: لعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
1633 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
معنى <كاسيات> : أي من نعمة اللَّه.
<عاريات> : من شكرها. وقيل معناه: تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها ونحوه.
وقيل: تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها.
ومعنى <مائلات> قيل عن طاعة اللَّه وما يلزمهن حفظه.
<مميلات> : أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم.
وقيل: <مائلات> : يمشين متبخترات، مميلات لأكتافهن.
وقيل: مائلات: يمتشطن المشطة الميلاء: وهي مشطة البغايا.
و <مميلات> : يمشطن غيرهن تلك المشطة.
<رؤوسهن كأسنمة البخت> : أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها.
*2* 293 - باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار
1634 - عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1635 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يأكلن
أحدكم بشماله ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1636 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
المراد خضاب شعر اللحية والرأس الأبيض بصفرة أو حمرة، وأما السواد فمنهي عنه كما سنذكره في الباب بعده، إن شاء اللَّه تعالى.
*2* 294 - باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد
1637 - عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثَّغَامَةِ بياضاً، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <غيروا هذا واجتنبوا السواد> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 295 - باب النهي عن القزع وهو حلق بعض الرأس دون بعض وإباحة حلقه كله للرجل دون المرأة
1635 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن القزع. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1639 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم صبياً قد حلق بعض رأسه وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال: <احلقوه كله أو اتركوه كله> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
1640 - وعن عبد اللَّه بن جعفر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أمهل آل جعفر رَضِي اللَّه عَنْهُ ثلاثاً ثم أتاهم، فقال: <لا تبكوا على أخي بعد اليوم> ثم قال: <ادعوا لي بني أخي> فجيء بنا كأنا أفرخ، فقال: <ادعوا لي الحلاق> فأمره فحلق رؤوسنا. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
1641 - وعن عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن تحلق المرأة رأسها. رواه النَّسائي.
*2* 296 - باب تحريم وصل الشعر والوشم والوشر وهو تحديد الأسنان
@قال اللَّه تعالى (النساء 117 - 119): {إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً، لعنه اللَّه. وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً، ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام، ولآمرنهم فليغيرن خلق اللَّه} الآية.
1642 - وعن أسماء رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن امرأة سألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقالت: يا رَسُول اللَّهِ إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمرق شعرها وإني زوجتها أفأصل فيه؟ فقال: <لعن الواصلة والموصولة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: <الواصلة والمستوصلة> .
قولها: <فتمرق> هو بالراء ومعناه: انتثر وسقط.
و <الواصلة> : التي تصل شعرها أو شعر غيرها بشعر آخر.
و <الموصولة> : التي يوصل شعرها.
و <المستوصلة> : التي تسأل من يفعل ذلك لها.
وعن عائشة رَضِي اللَّه عَنْها نحوه متفق عليه.
1643 - وعن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عام حج على المنبر وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسيّ، فقال: يأهل المدينة أين علماؤكم! سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ينهى عن مثل هذه، ويقول: <إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1644 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لعن الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1645 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال: لعن اللَّه الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق اللَّه. فقالت له امرأة في ذلك، فقال: وما لا ألعن من لعنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو في كتاب اللَّه. قال اللَّه تعالى (الحشر 7): {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
و <المتفلجة> هي التي تبرد من أسنانها ليتباعد بعضها عن بعض قليلاً وتحسنها، وهو الوشر.
و <النامصة> : التي تأخذ من شعر حاجب غيرها وترققه ليصير حسناً.
و <المتنمصة> : التي تأمر من يفعل بها ذلك.
*2* 297 - باب النهي عن نتف الشيب من اللحية والرأس وغيرهما وعن نتف الأمرد شعر لحيته عند أول طلوعه
1646 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم يوم القيامة> حديث حسن، رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالْتِّرْمِذِيُّ والنسائي بأسانيد حسنة. قال الترمذي هو حديث حسن.
1647 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من عمل
عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 298 - باب كراهة الاستنجاء باليمين ومس الفرج باليمين عند الاستنجاء من غير عذر
1648 - عن أبي قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إذا بال أحدكم فلا يأخذن ذكره بيمينه، ولا يستنجي بيمينه، ولا يتنفس في الإناء> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة.
*2* 299 - باب كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد لغير عذر وكراهة لبس النعل والخف قائماً لغير عذر
1649 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يمش أحدكم في نعل واحدة لينعلهما جميعاً أو ليخلعهما جميعاً> وفي رواية: <أو ليحفهما جميعاً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1650 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1651 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ نهى أن ينتعل الرجل قائماً. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
*2* 300 - باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه سواء كانت في سراج أو غيره
1652 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا تتركوا النار
في بيوتكم حين تنامون> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1653 - وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فلما حُدِّث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بشأنهم قال: <إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1651 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <غطوا الإناء وأوكئوا السقاء وأغلقوا الأبواب وأطفئوا السراج؛ فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح باباً ولا يكشف إناء؛ فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم اللَّه فليفعل؛ فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<الفويسقة> : الفأرة.
و <تضرم> : تحرق.
*2* 301 - باب النهي عن التكلف وهو فعل وقول ما لا مصلحة فيه بمشقة
@قال اللَّه تعالى (سورة ص: 86): {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}.
1655 - وعن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهينا عن التكلف. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
1656 - وعن مسروق قال دخلنا على عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقال: يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل اللَّه أعلم؛ فإن من العلم أن يقول لما لا تعلم اللَّه أعلم؛ قال اللَّه تعالى لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (سورة ص: 86): {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
*2* 302 - باب تحريم النياحة على الميت ولطم الخد وشق الجيب ونتف الشعر وحلقه والدعاء بالويل والثبور
1657 - عن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <الميت
يعذب في قبره بما نيح عليه>
وفي رواية: <ما نيح عليه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1658 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1659 - وعن أبي بردة قال: وجع أبو موسى فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فأقبلت تصيح برنة فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً، فلما أفاق قال: أنا بريءٌ ممن برئ منه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بريءٌ من الصالقة والحالقة والشاقة. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<الصالقة> : التي ترفع صوتها بالنياحة والندب.
و <الحالقة> : التي تحلق رأسها عند المصيبة.
و <الشاقة> : التي تشق ثوبها.
1660 - وعن المغيرة بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1661 - وعن أم عطية نسيبة (بضم النون وفتحها) رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: أخذ علينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عند البيعة أن لا ننوح. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1662 - وعن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أغمي على عبد اللَّه بن رواحة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فجعلت أخته تبكي واجبلاه واكذا واكذا: تعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلت شيئاً إلا قيل لي أنت كذلك؟! رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
1663 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: اشتكى سعد بن عبادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شكوى، فأتاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد اللَّه ابن مسعود، فلما دخل عليه وجده في غشية، فقال: <أقضى؟> فقالوا: لا يا رَسُول اللَّهِ، فبكى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما رأى القوم بكاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بكوا. فقال: <ألا تسمعون؟ إن اللَّه لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يرحم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1664 - وعن أبي مالك الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جَرَب> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1665 - وعن أسيد بن أبي أسيد التابعي عن امرأة من المبايعات قالت: كان فيما أخذ علينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في المعروف الذي أخذ علينا أن لا نعصيه فيه: أن لا نخمش وجهاً، ولا ندعو ويلاً ولا نشق جيباً وأن لا ننشر شعراً. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
1666 - وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول: واجبلاه واسيداه أو نحو ذلك إلا وكل اللَّه به ملكان يلهزانه: أهكذا أنت؟> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
<اللهز> : الدفع بجمع اليد في الصدر.
1667 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 303 - باب النهي عن إتيان الكهان والمنجمين والعراف وأصحاب الرمل والطوارق بالحصي وبالشعير ونحو ذلك
1668 - عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أناس عن الكهان، فقال: <ليس بشيء> فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ إنهم يحدثونا أحياناً بشيء فيكون حقاً، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <تلك الكلمة من الحق يخطفها الجِنّي فيقرها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية البخاري عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إن الملائكة تنزل في العَنان (وهو السحاب) فتذكر الأمر قضي في السماء، فيسترق الشيطان السمع فيسمعه فيوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم> .
قوله <فيقرها> هو بفتح الباء وضم القاف والراء أي: يلقيها.
<والعنان> بفتح العين.
1669 - وعن صفية بنت عبيد عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ورَضِيَ عنها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1670 - وعن قبيصة بن المخارق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <العيافة والطيرة والطرق من الجبت> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
وقال: الطرق هو: الزجر، أي زجر الطير وهو أن يتيمن أو يتشاءم بطيرانه، فإن طار إلى جهة اليمين تيمن، وإن طار إلى جهة اليسار تشاءم.
قال أبو داود <العيافة> : الخط.
قال الجوهري في الصحاح: الجبت: كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك.
1671 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
1672 - وعن معاوية بن الحكم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قلت: يا رَسُول اللَّهِ إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء اللَّه تعالى بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان؟ قال: <فلا تأتهم> قلت: ومنا رجال يتطيرون؟ قال: <ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدهم> قلت: ومنا رجال يخطون؟ قال: <كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1673 - وعن أبي مسعود البدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 304 - باب النهي عن التطير
@فيه الأحاديث السابقة في الباب قبله.
1674 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل> قالوا: وما الفأل؟ قال: <كلمة طيبة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1675 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا عدوى ولا طيرة، وإن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1676 - وعن بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان لا يتطير. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
1677 - وعن عروة بن عامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: ذكرت الطيرة عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: <أحسنها الفأل ولا ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت؛ ولا حول ولا قوة إلا بك> حديث صحيح رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
*2* 305 - باب تحريم تصوير الحيوان في بساط أو حجر أو ثوب أو درهم أو دينار أو مخدة أو وسادة وغير ذلك وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وسقف وستر وعمامة وثوب ونحوها والأمر بإتلاف الصورة
1678 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة؛ يقال لهم: أحيوا ما خلقتم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1679 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تلون وجهه، وقال: <يا عائشة أشد الناس عذاباً عند اللَّه يوم القيامة الذين يضاهون بخلق اللَّه!> قالت: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<القرام> بكسر القاف هو: الستر.
و <السهوة> بفتح السين المهملة وهي: الصفة تكون بين يدي البيت. وقيل هي: الطاق النافذ في الحائط.
1680 - وعن ابن عباس رَضيَ اللَّهُ عَنْهُما قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس فيعذبه في جهنم> قال ابن عباس: فإن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا روح فيه. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1681 - وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1682 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول:
<إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1683 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <قال اللَّه تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي! فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1684 - وعن أبي طلحة رَضي اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1685 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: وعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم جبريل أن يأتيه فراث عليه حتى اشتد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه، فقال: إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
<راث> : أبطأ، وهو بالثاء المثلثة
1686 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: واعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم جبريل عليه السلام في ساعة أن يأتيه فجاءت تلك الساعة ولم يأته، قالت: وكان بيده عصا فطرحها من يده وهو يقول: <ما يخلف اللَّه وعده ولا رسله> ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره، فقال: <متى دخل هذا الكلب؟> فقلت: والله ما دريت به، فأمر به فأخرج فجاءه جبريل عليه السلام، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <وعدتني فجلست لك ولم تأتني> فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك؛ إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1687 - وعن أبي الهَيّاج حيان بن حصين قال، قال لي عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 306 - باب تحريم اتخاذ الكلب إلا لصيد أو ماشية أو زرع
1688 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو ماشية فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: <قيراط> .
1689 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: <من اقتنى كلباً ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم> .
*2* 307 - باب كراهية تعليق الجرس في البعير وغيره من الدواب وكراهية استصحاب الكلب والجرس في السفر
1690 - عن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1691 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <الجرس من مزامير الشيطان> رَوَاهُ مسلم.
*2* 308 - باب كراهة ركوب الجلالة وهي البعير أو الناقة التي تأكل العذرة فإن أكلت علفاً طاهراً فطاب لحمها زالت الكراهة
1692 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الجلالة في الإبل أن يركب عليها. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
*2* 309 - باب النهي عن البصاق في المسجد والأمر بإزالته منه إذا وجد فيه والأمر بتنزيه المسجد عن الأقذار
1693 - عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <البصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
والمراد بدفنها إذا كان المسجد تراباً أو رملاً ونحوه فيواريها تحت ترابه. قال أبو المحاسن الرُّويَاني من أصحابنا في كتابه البحر: وقيل: المراد بدفنها إخراجها من المسجد، أما إذا كان المسجد مبلطاً أو مجصصاً فدلكها عليه بمداسه أو بغيره كما يفعله كثير من الجاهلين فليس ذلك بدفن بل زيادة في الخطيئة، وتكثير للقذر في المسجد، وعلى من فعل ذلك أن يمسحه بعد ذلك بثوبه أو يده أو غيره أو يغسله.
1694 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رأى في جدار القبلة مخاطاً أو بزاقاً أو نخامة فحكه. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1695 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر اللَّه وقراءة القرآن> أو كما قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 310 - باب كراهة الخصومة في المسجد ورفع الصوت فيه ونشد الضالة والبيع والشراء والإجارة ونحوها من المعاملات
1696 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها اللَّه عليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1697 - وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح اللَّه تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا لا ردها اللَّه عليك> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
1698 - وعن بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً نشد في المسجد فقال: من دعا إليّ الجمل الأحمر؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1699 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهى عن الشراء والبيع في المسجد وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
1700 - وعن السائب بن يزيد الصحابي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنت في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، فقال: من أين أنتما؟ فقالا: من أهل الطائف، فقال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما! ترفعان أصواتكما في مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم! رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
*2* 311 - باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً أو غيره مما له رائحة كريهة عن دخول المسجد قبل زوال رائحته إلا لضرورة
1701 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من أكل من هذه الشجرة (يعني الثوم) فلا يقربن مسجدنا> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: <مساجدنا> .
1702 - وعن أنس رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1703 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: <من أكل البصل والثوم والكرّاث فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم> .
1704 - وعن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه خطب يوم الجمعة فقال في خطبته: ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين ما أراهما إلا خبيثتين: البصل والثوم؛ لقد رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 312 - باب كراهة الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب لأنه يجلب النوم فيفوت استماع الخطبة ويخاف انتقاض الوضوء
1705 - عن معاذ بن أنس الجهني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالْتِّرْمِذِيُّ وَقَالا: حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
*2* 313 - باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي عن أخذ شيء من شعره أو أظفاره حتى يضحي
1706 - عن أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 314 - باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والملائكة والسماء والآباء والحياة والروح والرأس وحياة السلطان ونعمة السلطان وتربة فلان والأمانة وهي من أشدها نهياً
1707 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية في الصحيح: <فمن كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله أو ليسكت> .
1708 - وعن عبد الرحمن بن سمرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<الطواغي> : جمع طاغية وهي: الأصنام، ومنه حديث <هذه طاغية دوس> : أي صنمهم ومعبودهم.
وروي في غير مسلم: <بالطواغيت> جمع طاغوت وهو: الشيطان والصنم.
1709 - وعن بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من حلف بالأمانة فليس منا> حديث صحيح رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
1710 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من حلف فقال إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى الإسلام سالماً> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ.
1711 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أنه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة فقال ابن عمر: لا تحلف بغير اللَّه؛ فإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <من حلف بغير اللَّه فقد كفر أو أشرك> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
وفسر بعض العلماء قوله <كفر أو أشرك> على التغليظ، كما روي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <الرياء شرك> .
*2* 315 - باب تغليظ تحريم اليمين الكاذبة عمداً
1712 - عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من حلف على مال امرئ مسلم بغير حقه لقي اللَّه وهو عليه غضبان> قال: ثم قرأ علينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مصداقه من كتاب اللَّه عز وجل {إن الذين يشترون بعهد اللَّه وأيمانهم ثمناً قليلاً} إلى آخر الآية (آل عمران 77) . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1713 - وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب اللَّه له النار وحرم عليه الجنة> فقال له رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: <وإن قضيباً من أراك> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1714 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وفي رواية له: أن أعرابياً جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ ما الكبائر؟ قال: <الإشراك بالله> قال: ثم ماذا؟ قال: <اليمين الغموس> قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: <الذي يقتطع مال امرئ مسلم> : يعني بيمين هو فيها كاذب.
*2* 316 - باب ندب من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها أن يفعل ذلك المحلوف عليه ثم يكفر عن يمينه
1715 - عن عبد الرحمن بن سمرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1716 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1717 - وعن أبي موسى رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إني والله، إن شاء اللَّه، لا أحلف على يمين ثم أرى خيراً منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1718 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لأن يلج أحدكم في يمينه في أهله آثم له عند اللَّه تعالى من أن يعطي كفارته التي فرض اللَّه عليه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
قوله <يلجّ> بفتح اللام وتشديد الجيم: أي يتمادى فيها ولا يكفر.
وقوله <آثم> هو بالثاء المثلثة أي: أكثر إثماً.
*2* 317 - باب العفو عن لغو اليمين وأنه لا كفارة فيه وهو ما يجري على اللسان بغير قصد اليمين كقوله على العادة لا والله وبلى والله ونحو ذلك
@قال اللَّه تعالى (المائدة 89): {لا يؤاخذكم اللَّه باللغو في أيمانكم ولن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام؛ ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم؛ واحفظوا أيمانكم}.
1719 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت أنزلت هذه الآية: {لا يؤاخذكم اللَّه باللغو في أيمانكم} في قول الرجل: لا والله، وبلى والله. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
*2* 318 - باب كراهة الحلف في البيع وإن كان صادقاً
1720 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1721 - وعن أبي قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 319 - باب كراهة أن يسأل الإنسان بوجه اللَّه عز وجل غير الجنة وكراهة منع من سأل بالله تعالى وتشفع به
1722 - عن جابر رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا يسأل بوجه اللَّه إلا الجنة> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ.
1723 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه> حديث صحيح رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ والنسائي بأسانيد الصحيحين.
*2* 320 - باب تحريم قول شاهنشاه للسلطان لأن معناه ملك الملوك ولا يوصف بذلك غير اللَّه سبحانه وتعالى
1724 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن أخنع اسم عند اللَّه عز وجل رجل تسمى ملك الأملاك> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
قال سفيان بن عيينة: ملك الأملاك مثل شاهنشاه.
*2* 321 - باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بسيد ونحوه
1725 - عن بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تقولوا للمنافق سيد؛ فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
*2* 322 - باب كراهة سب الحمى
1726 - عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم دخل على أم السائب أو أم المسيِّب فقال: <ما لك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين؟> قالت: الحمى لا بارك اللَّه فيها. فقال: <لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<تزفزفين> : أي تتحركين حركة سريعة، ومعناه: ترتعد. وهو بضم التاء وبالزاي المكررة والفاء المكررة، وروي أيضاً بالراء المكررة والقافين.
*2* 323 - باب النهي عن سب الريح وبيان ما يقال عند هبوبها
1727 - عن أبي المنذر أبي بن كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.
1728 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <الريح من رَوْح اللَّه، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا اللَّه خيرها واستعيذوا بالله من شرها> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم <من روح اللَّه> هو بفتح الراء: أي رحمته بعباده.
1729 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا عصفت الريح قال: <اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 324 - باب كراهة سب الديك
1730 - عن زيد بن خالد الجهني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
*2* 325 - باب النهي عن قول الإنسان مُطِرْنَا بنوء كذا
1731 - عن زيد بن خالد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: <هل تدرون ماذا قال ربكم؟> قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: <قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مُطِرْنَا بفضل اللَّه ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال مُطِرْنَا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
و <السماء> هنا: المطر.
*2* 326 - باب تحريم قوله لمسلم يا كافر
1732 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1733 - وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو اللَّه وليس كذلك إلا حار عليه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<حار> : رجع.
*2* 327 - باب النهي عن الفحش وَبَذاءِ اللسان
1734 - عن ابن مسعود رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البَذِيِّ> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
1735 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
*2* 328 - باب كراهة التقعير في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم
1736 - عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <هلك المتنطعون!> قالها ثلاثاً. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<المتنطعون> : المبالغون في الأمور.
1737 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم قال: <إن اللَّه يبغض البليغ من الرجال: الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
1738 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ وقد سبق شرحه في باب حسن الخلق (انظر الحديث رقم 629) .
*2* 329 - باب كراهة قوله خبثت نفسي
1739 - عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يقولن أحدكم خبثت نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
قال العلماء معنى <خبثت> : غثيت وهو معنى <لقست> ولكن كره لفظ الخبث.
*2* 330 - باب كراهة تسمية العنب كرماً
1740 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تسموا العنب الكرم؛ فإن الكرم المسلم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية: <فإنما الكرم قلب المؤمن>
وفي رواية للبخاري ومسلم؛ <يقولون الكرم؛ إنما الكرم المؤمن> .
1741 - وعن وائل بن حجر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا تقولوا الكرم، ولكن قولوا العنب والحَبَلَةُ> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<الحبلة> بفتح الحاء والباء، ويقال أيضاً بإسكان الباء.
*2* 331 - باب النهي عن وصف محاسن المرأة لرجل إلا أن يحتاج إلى ذلك لغرض شرعي كنكاحها ونحوه
1742 - عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 332 - باب كراهة قول الإنسان اللهم اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب
1743 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة؛ فإنه لا مكره له> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: <ولكن ليعزم وليعظم الرغبة؛ فإن اللَّه لا يتعاظمه شيء أعطاه> .
1744 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني؛ فإنه لا مستكره له> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 333 - باب كراهة قول ما شاء اللَّه وشاء فلان
1745 - عن حذيفة بن اليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا تقولوا ما شاء اللَّه وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء اللَّه ثم شاء فلان> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
*2* 334 - باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة
@المراد به الحديث الذي يكون مباحاً في غير هذا الوقت وفعله وتركه سواء. فأما الحديث المحرم أو المكروه في غير هذا الوقت أشد تحريماً وكراهة، وأما الحديث في الخير كمذاكرة العلم وحكايات الصالحين ومكارم الأخلاق والحديث مع الضيف ومع طالب حاجة ونحو ذلك فلا كراهة فيه، بل هو مستحب، وكذا الحديث لعذر وعارض لا كراهة فيه. وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على كل ما ذكرته.
1746 - عن أبي برزة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1747 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم صلى في آخر حياته فلما سلم قال: <أرأيتَكُم ليلتكم هذه؛ فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض اليوم أحد> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1748 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنهم انتظروا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فجاءهم قريباً من شطر الليل فصلى بهم (يعني العشاء) قال: ثم خطبنا فقال: <إلا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
*2* 335 - باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إذا دعاها ولم يكن لها عذر شرعي
1749 - عن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: <حتى ترجع> .
*2* 336 - باب تحريم صوم المرأة تطوعاً وزوجها حاضر إلا بإذنه
1750 - عن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 337 - باب تحريم رفع المأموم رأسه من الركوع أو السجود قبل الإمام
1751 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل اللَّه رأسه رأس حمار أو يجعل اللَّه صورته صورة حمار> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 338 - باب كراهة وضع اليد على الخاصرة في الصلاة
1752 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهى عن الخصر في الصلاة. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 339 - باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام ونفسه تتوق إليه أو مع مدافعة الأخبثين وهما البول والغائط
1753 - عن عائشة رَضيَ اللَّهُ عَنْها قالت سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 340 - باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة
1754 - عن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم!> فاشتد قوله في ذلك حتى قال: <لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم!> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
*2* 341 - باب كراهة الالتفات في الصلاة لغير عذر
1755 - عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الالتفات في الصلاة فقال: <هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
1756 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إياك والالتفات في الصلاة؛ فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.
*2* 342 - باب النهي عن الصلاة إلى القبور
1757 - عن أبي مرثد كناز بن الحصين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 343 - باب تحريم المرور بين يدي المصلي
1758 - عن أبي الجهيم عبد اللَّه بن الحارث بن الصِّمَّةِ الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه> قال الراوي: لا أدري قال أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين سنة. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 344 - باب كراهة شروع المأموم في نافلة بعد شروع المؤذن في إقامة الصلاة سواء كانت النافلة سنة تلك الصلاة أو غيرها
1759 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 345 - باب كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام أو ليلته بصلاة
1760 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1761 - وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله أو بعده> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1762 - وعن محمد بن عباد قال سألت جابراً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أنهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن صوم الجمعة؟ قال نعم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1763 - وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: <أصمت أمس؟> قالت لا، قال: <تريدين أن تصومي غداً؟> قالت لا، قال: <فأفطري> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
*2* 346 - باب تحريم الوصال في الصوم وهو أن يصوم يومين أو أكثر ولا يأكل ولا يشرب بينهما
1764 - عن أبي هريرة وعائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهى عن الوصال. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1765 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الوصال، قالوا: إنك تواصل؟ قال: <إني لست مثلكم؛ إني أُطعَم وأسقى> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ البخاري.
*2* 347 - باب تحريم الجلوس على قبر
1766 - عن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 348 - باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه
1767 - عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 349 - باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده
1768 - عن جرير بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1769 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وفي رواية: <فقد كفر> .
*2* 350 - باب تحريم الشفاعة في الحدود
@قال اللَّه تعالى (النور 2): {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة، ولا تأخذكم بهما رأفة في دين اللَّه إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}.
1770 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فكلمه أسامة فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أتشفع في حد من حدود اللَّه تعالى!> ثم قام فاختطب ثم قال: <إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد؛ وأيم اللَّه لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها!> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: <فتلون وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: <أتشفع في حد من حدود اللَّه!> فقال أسامة: استغفر لي يا رَسُول اللَّهِ، قال: ثم أمر بتلك المرأة فقطعت يدها.
*2* 351 - باب النهي عن التغوط في طريق الناس وظلهم وموارد الماء ونحوها
@قال اللَّه تعالى (الأحزاب 58): {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
1771 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <اتقوا اللاعنين> قالوا: وما اللاعنان؟ قال: <الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 352 - باب النهي عن البول ونحوه في الماء الراكد
1772 - عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهى أن يبال في الماء الراكد. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 353 - باب كراهة تفضيل الوالد بعض أولاده على بعض في الهبة
1773 - عن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن أباه أتى به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أكل ولدك نحلته مثل هذا؟> فقال لا. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <فارجعه>
وفي رواية: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أفعلت هذا بولدك كلهم؟> قال لا. قال: <اتقوا اللَّه واعدلوا في أولادكم> فرجع أبي فرد تلك الصدقة.
وفي رواية: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <يا بشير ألك ولد سوى هذا؟> قال نعم، قال: <أكلهم وهبت له مثل هذا؟> قال لا، قال: <فلا تشهدني إذاً؛ فإني لا أشهد على جور>
وفي رواية: <لا تشهدني على جور!>
وفي رواية: <أشهد على هذا غيري!> ثم قال: <أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟> قال بلى، قال: <فلا إذاً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 354 - باب تحريم إحداد المرأة على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام
1774 - عن زينب بنت أبي سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: دخلت على أم حبيبة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب رَضِي اللَّه عَنْهُ فدعت بطيب فيه صُفْرَةُ خَلُوق أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت: والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول على المنبر: <لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً> قالت زينب: ثم دخلت على زينب بنت جحش رَضِيَ اللَّهُ عَنْها حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست منه ثم قالت: أما والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول على المنبر: <لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 355 - باب تحريم بيع الحاضر للبادي وتلقي الركبان والبيع على بيع أخيه والخطبة على خطبته إلا أن يأذن أو يرد
1775 - عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يبيع حاضر لباد وإن كان أخاه لأبيه وأمه. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1776 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تتلقوا
السلع حتى يهبط بها إلى الأسواق> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1777 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تتلقوا الركبان ولا يبع حاضر لباد> فقال له طاووس: ما لا يبع حاضر لباد؟ قال: لا يكون له سمساراً. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1778 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يبيع حاضر لباد، ولا تناجشوا ولا يبع الرجل على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها>
وفي رواية قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن التلقي، وأن يبتاع المهاجر للأعرابي وأن تشترط المرأة طلاق أختها، وأن يستام الرجل على سوم أخيه، ونهى عن النجش والتَّصْرِيَة. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1779 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يبع بعضكم على بعض ولا يخطب على خطبة أخيه إلا أن يأذن له> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ مسلم.
1780 - وعن عقبة بن عامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل لمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 356 - باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه التي أذن الشرع فيه
1781 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إن اللَّه يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل اللَّه جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال> رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وتقدم شرحه (انظر الحديث رقم 340) .
1782 - وعن وراد كاتب المغيرة قال: أملى عليّ المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: <لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد> وكتب إليه أنه كان ينهى عن قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال، وكان ينهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وسبق شرحه (انظر الحديث رقم 340) .
*2* 357 - باب النهي عن الإشارة إلى مسلم بسلاح ونحوه سواء كان جاداً أو مازحاً والنهي عن تعاطي السيف مسلولاً
1783 - عن أبي هريرة رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: قال، قال أبو القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينزع وإن كان أخاه لأبيه وأمه> .
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ينزع> ضبط بالعين المهملة مع كسر الزاي، وبالغين المعجمة مع فتحها ومعناها متقارب. ومعناه بالمهملة: يرمي، وبالمعجمة أيضاً: يرمي ويفسد. وأصل النزع الطعن والفساد.
1784 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يُتعاطى السيف مسلولاً. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
*2* 358 - باب كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر حتى يصلي المكتوبة
1785 - عن أبي الشعثاء قال: كنا قعوداً مع أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في المسجد فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 359 - باب كراهة رد الريحان لغير عذر
1786 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من عرض عليه ريحان فلا يرده؛ فإنه خفيف المحمل طيب الريح> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1787 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان لا يرد الطيب. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
*2* 360 - باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة من إعجاب ونحوه وجوازه لمن أمن ذلك في حقه
1788 - عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رجلاً يثني على رجل ويطريه في المدحة فقال: <أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<الإطراء> : البالغة في المدح.
1789 - وعن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً ذكر عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأثنى عليه رجل خيراً فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ويحك! قطعت عنق صاحبك (يقوله مراراً) إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا إن كان يُرى أنه كذلك، وحسيبه اللَّه ولا يزكى على اللَّه أحد> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1790 - وعن همّام بن الحارث عن المقداد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً جعل يمدح عثمان رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ فعمد المقداد فجثا على ركبتيه فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فهذه الأحاديث في النهي وجاء في الإباحة أحاديث كثيرة صحيحة. قال العلماء: وطريق الجمع بين الأحاديث أن يقال: إن كان الممدوح عنده كمال إيمان ويقين ورياضة نفس ومعرفة تامة بحيث لا يفتتن ولا يغتر بذلك ولا تلعب به نفسه فليس بحرام ولا مكروه، وإن خيف عليه شيء من هذه الأمور كره مدحه في وجهه كراهة شديدة، وعلى هذا التفصيل تنزل الأحاديث المختلفة في ذلك.
ومما جاء في الإباحة قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لأبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (انظر الحديث رقم 1213): <أرجو أن تكون منهم> : أي من الذين يدعون من جميع أبواب الجنة لدخولها.
وفي الحديث الآخر (انظر الحديث رقم 788): <لست منهم> : أي لست من الذين يسبلون أزرهم خيلاء.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لعمر رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ: <ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك>
والأحاديث في الإباحة كثيرة. وقد ذكرت جملة من أطرافها في كتاب الأذكار (انظر باب المدح من الأذكار) .
*2* 361 - باب كراهة الخروج من بلد وقع به الوباء فراراً مه وكراهة القدوم عليه
@قال اللَّه تعالى (النساء 78): {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}.
وقال تعالى (البقرة 195): {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.
1791 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغٍ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابن عباس فقال لي عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعوتهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا، فقال: بعضهم خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء. فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان؛ فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أفراراً من قدر اللَّه! فقال عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! وكان عمر يكره خلافه؛ نعم نفر من قدر اللَّه إلى قدر اللَّه؛ أرأيت لو كان لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر اللَّه، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر اللَّه؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكان متغيباً في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علماً: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه> فحمد اللَّه تعالى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وانصرف. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<العدوة> : جانب الوادي.
1792 - وعن أسامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 362 - باب التغليظ في تحريم السحر
@قال اللَّه تعالى (البقرة 102): {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} الآية.
1793 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <اجتنبوا السبع الموبقات!> قالوا: يا رَسُول اللَّهِ وما هن؟ قال: <الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم اللَّه إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 363 - باب النهي عن المسافرة بالمصحف إلى بلاد الكفار إذا خيف وقوعه بأيدي العدو
1794 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 364 - باب تحريم استعمال إناء الذهب وإناء الفضة في الأكل والشرب والطهارة وسائر وجوه الاستعمال
1795 - عن أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: <إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب> .
1796 - وعن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة، وقال: <هن لهم في الدنيا وهي لكم في الآخرة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية في الصحيحين عن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها> .
1797 - وعن أنس بن سيرين قال: كنت مع أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عند نفر من المجوس فجيء بفالوذج على إناء من فضة فلم يأكله، فقيل له حوِّله، فحوّله على إناء من خلنج وجيء به فأكله. رواه البيهقي بإسناد حسن.
<الخلنج> : الجفنة.
*2* 365 - باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً
1798 - عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يتزعفر الرجل. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1799 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عليّ ثوبين معصفرين فقال: <أمك أمرتك بهذا؟!> قلت: أغسلهما؟ قال: <بل أحرقهما>
وفي رواية: <إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 366 - باب النهي عن صمت يوم إلى الليل
1800 - عن عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: حفظت عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا يُتْمَ(1) بعد احتلام، ولا صُمَاتَ يوم إلى الليل> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
قال الخطابي في تفسير هذا الحديث: كان من نسك الجاهلية الصمات فنهوا في الإسلام عن ذلك وأمروا بالذكر والحديث بالخير.
----------------
(1) لا يُتْم: بسكون التاء. يعني أنه إذا احتلم لم تجر عليه أحكام صغار الأيتام
----------------
1801 - وعن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تتكلم. فقال: ما لها لا تتكلم؟ فقالوا: حَجَّتْ مُصْمِتَة، فقال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية! فتكلمت. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
*2* 367 - باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتوليه غير مواليه
1802 - عن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1803 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1804 - وعن يزيد بن شريك بن طارق قال: رأيت عليّاً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على المنبر يخطب فسمعته يقول: لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب اللَّه، وما في هذه الصحيفة، فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، وفيها قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً، ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<ذمة المسلمين> : أي عهدهم وأمانتهم.
و <أخفره> : نقض عهده.
و <الصرف> : التوبة. وقيل الحيلة.
و <العدل> : الفداء.
1805 - وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو اللَّه وليس كذلك إلا حار عليه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ رواية مسلم.
*2* 368 - باب التحذير من ارتكاب ما نهى اللَّه عز وجل ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عنه
@قال اللَّه تعالى (النور 63): {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
وقال تعالى (آل عمران 30): {ويحذركم اللَّه نفسه}.
وقال تعالى (البروج 12): {إن بطش ربك لشديد}.
وقال تعالى (هود 102): {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.
1806 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه تعالى يغار، وغيرة اللَّه أن يأتي المرء ما حرم اللَّه عليه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*2* 369 - باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهياً عنه
@قال اللَّه تعالى (الأعراف 200): {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله}.
وقال تعالى (الأعراف 201): {إن الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.
وقال تعالى (آل عمران 135، 136): {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللَّه فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا اللَّه، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين}.
وقال تعالى (النور 31): {وتوبوا إلى اللَّه جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
1807 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل: لا إله إلا اللَّه، ومن قال لصاحبه تعال أقامرك، فليتصدق> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*1* كتاب المنثورات والملح
*2* 370 - باب
1808 - عن النواس بن سمعان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: ذكر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الدجال ذات غداة فخفّض فيه ورفّع حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال: <ما شأنكم؟> قلنا: يا رَسُول اللَّهِ ذكرت الدجال الغداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال: <غير الدجال أخْوَفني عليكم؛ إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم؛ إنه شاب قطط، عينه طافية، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خله بين الشام والعراق فعاث يميناً وعاث شمالاً؛ يا عباد اللَّه فاثبتوا. قلنا: يا رَسُول اللَّهِ وما لبثه في الأرض؟ قال: <أربعون يوماً: يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم> قلنا: يا رَسُول اللَّهِ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: <لا، اقدروا له قدره> قلنا: يا رَسُول اللَّهِ وما إسراعه في الأرض؟ قال: <كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرىً وأسبعه ضروعاً وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك. فبينما هو كذلك إذ بعث اللَّه تعالى المسيح ابن مريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرُودَتَين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي إلى حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ فيقتله، ثم يأتي عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قوماً قد عصمهم اللَّه منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى اللَّه تعالى إلى عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث اللَّه يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء، ويُحصَر نبي اللَّه عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي اللَّه عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأصحابه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم إلى اللَّه تعالى، فيرسل اللَّه تعالى عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فَرْسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي اللَّه عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأصحابه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي اللَّه عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأصحابه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم إلى اللَّه تعالى، فيرسل اللَّه تعالى طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء اللَّه تعالى، ثم يرسل اللَّه عز وجل مطراً لا يكِنّ منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَقَةِ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك ودِرّي بركتك. فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقِحْفِها، ويبارَك في الرِّسل حتى إن اللِّقْحَةَ من الإبل لتكفي الفئام من الناس، و اللِّقْحَةَ من البقر لتكفي القبيلة من الناس، و اللِّقْحَةَ من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث اللَّه ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قوله <خله بين الشام والعراق> : أي طريقاً بينهما.
وقوله <عاث> بالعين المهملة والثاء المثلثة والعيث: أشد الفساد.
و <الذرى> بضم الذال المعجمة وهو أعالي الأسنمة وهو جمع ذروة بضم الذال وكسرها.
و <اليعاسيب> : ذكور النحل.
و <جزلتين> : أي قطعتين.
و <الغرض> : الهدف الذي يرمى بالنُشّاب: أي يرميه رمية كرمية النشاب إلى الهدف.
و <المهرودة> بالدال المهملة والمعجمة وهي: الثوب المصبوغ.
قوله <لا يَدَان> : أي لا طاقة.
و <النغف> : دود.
و <فرسى> جمع فريس، وهو: القتيل.
و <الزلَقَة> بفتح الزاي واللام وبالقاف، وروي الزلفة، بضم الزاي وإسكان اللام وبالفاء وهي: المرآة.
و <العصابة> : الجماعة.
و <الرِّسل> بكسر الراء: اللبن.
و <اللقحة> : اللبون.
و <الفئام> بكسر الفاء وبعدها همزة ممدودة: الجماعة.
و <الفخذ من الناس> : دون القبيلة.
1809 - وعن ربعي بن حراش قال: انطلقت مع أبي مسعود الأنصاري إلى حذيفة بن اليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم فقال له أبو مسعود: حدثني ما سمعت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في الدجال. قال: <إن الدجال يخرج وإن معه ماء ونار، فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق، وأما الذي يراه الناس ناراً فماء بارد عذب؛ فمن أدركه منكم فليقع في الذي يراه ناراً فإنه ماء عذب طيب> فقال أبو مسعود: وأنا قد سمعته. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1810 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين> لا أدري أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين عاماً، فيبعث اللَّه تعالى عيسى ابن مريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل اللَّه عز وجل ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه، فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع؛ لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دارّ رزقهم، حسنٌ عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى لِيتاً ورفع لِيتاً، وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق ويصعق الناس، ثم يرسل اللَّه أو قال ينزل اللَّه مطراً كأنه الطل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقول يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسئولون، ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال من كم؟ فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين؛ فدلك يوم يجعل الولدان شيباً، وذلك يوم يكشف عن ساق> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<الليت> : صفحة العنق. ومعناه يضع صفحة عنقه ويرفع صفحته الأخرى.
1811 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، وليس نقب من أنقابهما إلا عليه الملائكة صافين تحرسهما، فينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج اللَّه منها كل كافر ومنافق> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1812 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1813 - وعن أم شريك رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنها سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <لينفرن الناس من الدجال في الجبال> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1814 - وعن عمران بن حصين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1815 - وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <يخرج الدجال فيتوجه قِبَله رجل من المؤمنين فيتلقاه المسالح؛ مسالح الدجال، فيقولون له: إلى أين تعمد؟! فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج، فيقولون له: أوما تؤمن بربنا؟! فيقول: ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحداً دونه، فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس إن هذا الدجال الذي ذكر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فيأمر الدجال به فيُشَبَّحُ، فيقول: خذوه وشجوه، فيوسَعُ ظهرُه وبطنُه ضرباً، فيقول: أوما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب! فيؤمر به فيُؤْشَرُ بالمنشار من مفرقه حتى يفرِّق بين رجليه، ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم فيستوي قائماً، ثم يقول: له أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة، ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس، فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل اللَّه ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً فلا يستطيع إليه سبيلاً، فيأخذه بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنه قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة> فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين> رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وروى البخاري بعضه بمعناه.
<المسالح> : الخفراء والطلائع.
1816 - وعن المغيرة بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: ما سأل أحد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الدجال أكثر مما سألته، وإنه قال لي: <ما يضرك> قلت: إنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء. قال: <هو أهون على اللَّه من ذلك> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1817 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب؛ ألا إنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1818 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال ما حدث به نبي قومه؛ إنه أعور، وإنه يجيء بمثال الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1819 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال: <إن اللَّه ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
1820 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، وحتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1821 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر فيتمرغ عليه فيقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين ما به إلا البلاء> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1822 - وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم لعلي أن أكون أنا أنجو>
وفي رواية: <يوشك أن يحسر الفرات عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1823 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي (يريد عوافي السباع والطير) وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشاً، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1824 - وعن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1825 - وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب فلا يجد أحداً يأخذها منه، ويُرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1826 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <اشترى رجل من رجل عقاراً فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك إنما اشتريت منك الأرض ولم أشتر الذهب، وقال الذي له الأرض إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية. قال: أنكحا الغلام الجاريةَ وأنفقا على أنفسهما منه وتصدقا> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1827 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان ابن داود صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل رحمك اللَّه هو ابنها! فقضى به للصغرى> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1828 - وعن مرداس الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر لا يباليهم اللَّه بالة> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1829 - وعن رفاعة بن رافع الزُّرَقِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال جاء جبريل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: <من أفضل المسلمين> أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1830 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إذا أنزل اللَّه تعالى بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1831 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كان جذع يقوم إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (يعني في الخطبة) فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فوضع يده عليه فسكن.
وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على المنبر فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق.
وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكّت حتى استقرت قال: <بكت على ما كانت تسمع من الذكر> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1832 - وعن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها> حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.
1833 - وعن عبد اللَّه بن أبي أوفى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: غزونا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم سبع غزوات نأكل الجراد.
وفي رواية: نأكل معه الجراد. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1834 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1835 - وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلاً سلعة بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1836 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <بين النفختين أربعون> قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال: أبَيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيت. <ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنَبه فيه يركب الخلق، ثم يُنزل اللَّه من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1837 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال بينما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يحدث، فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: <أين السائل عن الساعة؟> قال: ها أنا يا رَسُول اللَّهِ، قال: <إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة> قال: كيف إضاعتها؟ قال: <إذا وسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1838 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1839 - وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1840 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <عجب اللَّه عز وجل من
قوم يدخلون الجنة في السلاسل> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
ومعناه: يؤسرون ويقيدون ثم يسلمون فيدخلون الجنة.
1841 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <أحب البلاد إلى اللَّه مساجدها وأبغض البلاد إلى اللَّه أسواقها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1842 - وعن سلمان الفارسي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من قوله قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته. رَوَاهُ مُسْلِمٌ هكذا.
ورواه البرقاني في صحيحه عن سلمان قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرّخ> .
1843 - وعن عاصم الأحول عن عبد اللَّه بن سرجس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قلت لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا رَسُول اللَّهِ غفر اللَّه لك. قال: <ولك> قال عاصم فقلت له: أستغفر لك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ قال: نعم ولك ثم تلا هذه الآية {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}
(محمد: 19) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1844 - وعن أبي مسعود الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي: إذا لم تستح فاصنع ما شئت> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1845 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1846 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <خلقت
الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1847 - وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: كان خلق نبي اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم القرآن. رَوَاهُ مُسْلِمٌ في جملة حديث طويل.
1848 - وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه> فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أكراهية الموت فكلنا يكره الموت؟ قال: <ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة اللَّه ورضوانه وجنته أحب لقاء اللَّه فأحب اللَّه لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب اللَّه وسخطه كره لقاء اللَّه وكره اللَّه لقاءه> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1849 - وعن أم المؤمنين صفية بنت حُيَي رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني، فمر رجلان من الأنصار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم فلما رأيا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أسرعا، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <على رسلكما إنها صفية بنت حيي> فقالا: سبحان اللَّه يا رَسُول اللَّه. فقال: <إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1850 - وعن أبي الفضل العباس بن عبد المطلب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: شهدت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلم نفارقه ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على بغلة له بيضاء، فلما التقى المسلمون والمشركون ولّى المسلمون مدبرين، فطفق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يركض بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أي عباس ناد أصحاب السَّمُرة> قال العباس وكان رجلاً صَيِّتاً فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك، فاقتتلوا هم والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنظر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال: <هذا حين حمي الوطيس> ثم أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حصيات فرمي بهن وجوه الكفار، ثم قال: <انهزموا ورب محمد> فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلاً وأمرهم مدبراً. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<الوطيس> : التنور، ومعناه: اشتدت الحرب.
وقوله <حدهم> هو بالحاء المهملة: أي بأسهم.
1851 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أيها الناس إن اللَّه طيب لا يقبل طيباً، وإن اللَّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى (المؤمنون 51): {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً}. وقال تعالى (البقرة 171): {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك؟> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1852 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<العائل> : الفقير.
1853 - وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <سَيحان وجَيحان والفرات والنيل كلٌ من أنهار الجنة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1854 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بيدي فقال: <خلق اللَّه التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من النار فيما بين العصر إلى الليل> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1855 - وعن أبي سليمان خالد بن الوليد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1856 - وعن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1857 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <الحمّى من فيح جهنم فابردوها بالماء> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1858 - وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من مات وعليه صوم صام عنه وليه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
والمختار جواز الصوم عمن مات وعليه صوم لهذا الحديث، والمراد بالولي: القريب وارثاً كان أو غير وارث.
1859 - وعن عوف بن مالك بن الطفيل أن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها حُدثت أن عبد اللَّه بن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها، قالت: أهو قال هذا؟! قالوا نعم، قالت: هو لله عليّ نذر أن لا أكلم ابن الزبير أبداً، فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة، فقالت: لا والله لا أشفّع فيه أبداً! ولا أتحنث إلى نذري، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وقال لهما: أنشدكما اللَّه لما أدخلتماني على عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرحمن حتى استأذنا على عائشة فقالا: السلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته أندخل؟ قالت عائشة: ادخلوا، قالوا: كلنا؟ قالت: نعم ادخلوا كلكم، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير، فلم دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا كلمته وقبلت منه، ويقولان أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهي عما قد عملت من الهجرة، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول: إني نذرت والنذر شديد، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1860 - وعن عقبة بن عامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خرج إلى قتلى أحُد فصلي عليهم بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع إلى المنبر فقال: <إن بين أيديكم فرط وأنا شهيد عليكم، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، ألا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها> قال فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: <ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها، وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم> قال عقبة فكانت آخر ما رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على المنبر.
وفي رواية قال: <إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أُعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها> .
والمراد بالصلاة على قتلى أحُد الدعاء لهم لا الصلاة المعروفة.
1861 - وعن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس فأخبرنا ما كان وما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1862 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من نذر أن يطيع اللَّه فليطعه، ومن نذر أن يعصي اللَّه فلا يعصه> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1863 - وعن أم شريك رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أمرها بقتل الأوزاغ وقال: <كان ينفخ على إبراهيم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1864 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة دون الأولي، وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة>
وفي رواية: <من قتل وزغاً في أول ضربة كتب له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قال أهل اللغة: الوزغ: العظام من سامّ أبرص.
1865 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <قال رجل لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون: تُصُدق على سارق! فقال اللهم لك الحمد لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على زانية! فقال: اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على غني! فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني، فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما آتاه اللَّه> رَوَاهُ البُخَارِيُّ بلفظه ومسلم بمعناه.
1866 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في دعوة فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة وقال: <أنا سيد الناس يوم القيامة، هل تدرون مم ذاك؟ يجمع اللَّه الأولين والآخرين في صعيد واحد فينظرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض أبوكم آدم، فيأتونه فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك اللَّه بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ ألا ترى إلى ما نحن فيه وما بلغنا؟! فقال: إن ربي غضب غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت ، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك اللَّه عبداً شكوراً، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟! ألا ترى إلى ما بلغنا؟! ألا تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي، نفسي، نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي اللَّه وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول لهم: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني كنت كذبت ثلاث كذبات، نفسي، نفسي، نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى أنت رَسُول اللَّهِ فضلك اللَّه برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفساً لم أومر بقتلها، نفسي، نفسي، نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رَسُول اللَّهِ وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟! فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر بعده ذنباً، نفسي، نفسي، نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَم> .
وفي رواية: <فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رَسُول اللَّهِ وخاتم الأنبياء وقد غفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟!
فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي، ثم يفتح اللَّه عليّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب. فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب> ثم قال: <والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1867 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: جاء إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأم إسماعيل وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء، فوضعهما هناك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفّى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذاً لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات فرفع يديه فقال: {رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع} حتى بلغ {يشكرون} (إبراهيم 37)
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل تر أحداً فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <فلذلك سعي الناس بينهما> فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت صه (تريد نفسها) ثم تسمعت فسمعت أيضاً فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء، فجعلت تُحَوِّضُهُ وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. وفي رواية: بقدر ما تغرف.
قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <رحم اللَّه أم إسماعيل لو تركت زمزم> أو قال: <لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً>
قال فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة فإن ههنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن اللَّه لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جُرْهُم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائراً عائفاً فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لَعَهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء! فأرسلوا جرياً أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت: نعم ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم. قال ابن عباس قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <فألفي ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس، فنزلوا فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كانوا بها أهل أبيات وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل، يطالع تركته فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، وفي رواية: يصيد لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشرّ، نحن في ضيق وشدة، وشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك اقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته، فسألني: كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول: غير عتبة بابك.
قال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك. فطلقها وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء اللَّه ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسأل عنه، قالت خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على اللَّه تعالى، فقال: ما طعامكم؟ قالت اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت الماء، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه> قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه.
وفي رواية: فجاء فقال: أين إسماعيل؟ فقالت امرأته: ذهب يصيد، فقالت امرأته: ألا تنزل فتطعم وتشرب؟ قال: وما طعامكم وما شرابكم؟ قالت: طعامنا اللحم وشرابنا الماء. قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم. قال: فقال أبو القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <بركة دعوة إبراهيم> قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه أن يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا بخير. قال: فأوصاك بشيء؟ قالت نعم يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك. ثم لبث عنهم ما شاء اللَّه ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم؛ فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، قال: يا إسماعيل إن اللَّه أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال وتعينني؟ قال وأعينك، قال: فإن اللَّه أمرني أن أبني بيتاً ههنا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، فعند ذلك رفع القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
وفي رواية: إن إبراهيم خرج بإسماعيل وأم إسماعيل معهم شنة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة، ثم رجع إبراهيم إلى أهله فاتبعته أم إسماعيل، حتى لما بلغوا كداء نادته من ورائه: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟! قال إلى اللَّه، قالت رضيت بالله، فرجعت وجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى لما فني الماء قالت لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحداً. قال: فذهبت فصعدت الصفا، فنظرت ونظرت هل تحس أحداً فلم تحس أحداً، فلما بلغت الوادي سعت وأتت المروة وفعلت ذلك أشواطاً، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل الصبي، فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه يَنْشَغُ للموت، فلم تقرها نفسها، فقالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحداً، فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت فلم تحس أحداً حتى أتمت سبعاً، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، فإذا هي بصوت فقالت: أغث إن كان عندك خير، فإذا جبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال بعقبه هكذا وغمز بعقبه على الأرض فانبثق الماء فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفن> وذكر الحديث بطوله. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ بهذه الروايات كلها.
<الدوحة> : الشجرة الكبيرة.
قوله <قفي> : أي ولّي.
و <الجري> : الرسول.
و <ألفي> معناه: وجد.
قوله <يَنْشَغُ> : أي يشهق.
1868 - وعن سعيد بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*1* كتاب الاستغفار
*2* 371 - باب
@قال اللَّه تعالى (محمد 19): {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}.
وقال تعالى (النساء 106): {واستغفر اللَّه إن اللَّه كان غفوراً رحيماً}.
وقال تعالى (النصر 3): {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}.
وقال تعالى (آل عمران 15): {للذين اتقوا عند ربهم جنات} إلى قوله عز وجل {والمستغفرين بالأسحار}.
وقال تعالى (النساء 110): {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر اللَّه يجد اللَّه غفوراً رحيماً}.
وقال تعالى (الأنفال 33): {وما كان اللَّه ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان اللَّه معذبهم وهم يستغفرون}.
وقال تعالى (آل عمران 135): {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللَّه فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا اللَّه ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
والآيات في الباب كثيرة معلومة.
1869 - وعن الأغر المزني رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إنه
ليغان على قلبي وإني لأستغفر اللَّه في اليوم مائة مرة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1870 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يقول: <والله إني لأستغفر اللَّه وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
1871 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: <والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب اللَّه تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون اللَّه فيغفر لهم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1872 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: كنا نعد لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ في المجلس مائة مرة <رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ صحيح.
1873 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: <من لزم الاستغفار جعل اللَّه له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ.
1874 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: <من قال أستغفر اللَّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كان قد فرّ من الزحف> رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالْتِّرْمِذِيُّ والحاكم وقال حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم.
1875 - وعن شداد بن أوس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت؛ من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
<أبوء> بباء مضمومة ثم واو وهمزة ممدودة ومعناه: أقر وأعترف.
1876 - وعن ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: <اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام> قيل للأوزاعي، وهو أحد رواته: كيف الاستغفار؟ قال: يقول أستغفر اللَّه أستغفر اللَّه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1877 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يكثر أن يقول قبل موته: <سبحان اللَّه وبحمده، أستغفر اللَّه وأتوب إليه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1878 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يقول: <قال اللَّه تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
<عَنان السماء> قيل هو: السحاب، وقيل هو: ما عنّ لك منها: أي ظهر.
و <قراب الأرض> بضم القاف، وروي بكسرها والضم أشهر وهو: ما يقارب ملأها.
1879 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار> قالت امرأة منهن: ما لنا أكثر أهل النار؟ قال: <تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن> قالت: ما ناقصات العقل والدين؟ قال: <شهادة امرأتين بشهادة رجل، وتمكث الأيام لا تصلي> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*2* 372 - باب بيان ما أعد اللَّه تعالى للمؤمنين في الجنة
@قال اللَّه تعالى (الحجر 45): {إن المتقين في جنات وعيون، ادخلوها بسلام آمنين، ونزعنا ما في صدورهم من غل، إخواناً على سرر متقابلين، لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين}.
وقال تعالى (الزخرف 68 - 73): {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون، وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون}
وقال تعالى (الدخان 51 - 57): {إن المتقين في مقام أمين، في جنات وعيون، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين، كذلك وزوجناهم بحور عين، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين، لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولي، ووقاهم عذاب الجحيم، فضلاً من ربك؛ ذلك هو الفوز العظيم}.
وقال تعالى (المطففين 22 - 28): {إن الأبرار لفي نعيم، على الأرائك ينظرون، تعرف في وجوههم نضرة النعيم، يسقون من رحيق مختوم، ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ومزاجه من تسنيم، عيناً يشرب بها المقربون}.
والآيات في الباب كثيرة معلومة.
1880 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: <يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبولون؛ ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1881 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: <قال اللَّه تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} (السجدة 17) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1882 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: <أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دريّ في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوّة (عود الطيب) أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية للبخاري ومسلم: <آنيتهم فيها الذهب ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد يسبحون اللَّه بكرة وعشياً> .
قوله <على خلق رجل> رواه بعضهم بفتح الخاء وإسكان اللام وبعضهم بضمهما وكلاهما صحيح.
1883 - وعن المغيرة بن شعبة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <سأل موسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فيقول في الخامسة رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك. فيقول: رضيت رب. قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1884 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: <إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة: رجل يخرج من النار حبواً فيقول اللَّه عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى. فيقول اللَّه عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول اللَّه عز وجل له: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك> قال: فلقد رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ضحك حتى بدت نواجذه فكان يقول: <ذلك أدني أهل الجنة منزلة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1885 - وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إن للمؤمن في الجنة لخَيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن ولا يري بعضهم بعضاً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<الميل> : ستة آلاف ذراع.
1886 - وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمَّر السريع مائة سنة ما يقطعها> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وروياه في الصحيحين أيضاً من رواية أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: <يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها> .
1887 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إن أهل الجنة ليتراءون
أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم> قالوا: يا رَسُول اللَّهِ تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: <بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1888 - وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <لَقَابُ قوسٍ في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس أو تغرب> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1889 - وعن أنس رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً. فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1890 - وعن سهل بن سعد رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1891 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال شهدت من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ مجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهي ثم قال في آخر حديثه: <فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قبل بشر> ثم قرأ {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} إلى قوله تعالى {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} (السجدة 17) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
1892 - وعن أبي سعيد وأبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد: إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1893 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إن أدني مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له تمنّ فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟ فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
1894 - وعن أبي سعيد الخدري رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إن اللَّه عز وجل يقول لأهل الجنة: يأهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1895 - وعن جرير بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنا عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فنظر إلى القمر ليلة البدر وقال: <إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1896 - وعن صهيب رَضيَِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: <إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول اللَّه تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
@قال اللَّه تعالى (يونس 9، 10): {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، دعواهم فيها: سبحانك اللهم، وتحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}.
*2*[خاتمة المؤلف]
@الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللَّه. اللهم صلّ على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
قال مؤلفه: فرغت منه يوم الإثنين رابع عشر رمضان، سنة سبعين وستمائة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعريف المقحمات اللغوي والشرعي

  تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للكتا...